10000 Bc .. حينما تعيش فيلما هوليوديا ... وتقتله قتلا مصريا !!

الحياة عجيبة .. والاشخاص بها انواع .. وفى كل نوع مجموعة من الافراد يتميزون عن بعضهم .. وبداخل كل فرد صفات وصفات .. منها ما يتضارب مع بعضه ويعانف اخوه بقوة وقليل منها ما ينجذب الى اخيه ونادرا ما نجد بداخلا شعورا واحدا مستقرا استقرار كاملا تجاه موضوع واحد او قضية بعينها !!

لذلك اطلق الكثير من الفلاسفة عبارات متنوعة لوصف تلك الحياة فبعضهم وصف ان الحياة اساسها التغيير .. وبعضهم من اعجبهم تلك الفكرة وذهب معها فى اودية بعيدة ليقول ان ليست الحياة فقط اساسها التغيير وانما المبادىء قد صنعت لاجل التغيير .. ولكن معظمهم قد استقر على حل وسط يجمع بين هذه وتلك .. وهو انه وان كان الانسان يتغير وينمو ويحبو ليرى نفسه وهو صغير وقد اصبح شابا يافعا ثم شيخا يستند على غيره فلا عجب ايضا ان الحياة ايضا تتغير وتختلف من بين كل العصور ... وليس فى هذا عيب او ضرر يصيب الانسان من قريب او بعيد ... فلكل مرحلة من العمر يتغير بها الانسان جمالها بقدر ما لها من عيوبها واخطائها .. وتستمر سنة الحياة هكذا حتى تغرب شمس عمرنا جميعا .. ولكن !!

ان كانت كلمة تغيير تحوى كل تلك المعانى ببساطة هكذا ، فلماذا كان اذن الموضوع صعبا وخطيرا ومعذبا لدى " ديلية " .. ذلك الشاب الذى تنبات عنه " الشيخة الام " فى قبيلتهم البسيطة ان من يقتل الماموث سوف يتزوج من " ايفوليت " تلك الفتاة الجميلة التى اتت وتحمل معها نبؤة عن شاب سوف يقتل " الملاعيين راكبى الجياد " وينتصر على قوات الشر ثم يتزوجها ويصبح رئيسا جديدا وصالحا لقبيلتهم ...

ولان الحب بين ديلية و ايفوليت كان قد ثبت براثنه فى قلوبهم .. كان على ديلية ان يقاتل الماموث حتى ولو ضحى بحياته .. فهو على استعداد ان يموت ولكن لا يجد يوما حبيبته بين احضان غيره ...

ويقتل الماموث ... لم يقتله ديلية ... بل قتل من جراء نفسه حينما تحرك للهجوم الاخير قبل ان يسقط على رمح مثبت فى الارض لم يكن لديلية اى يد فيه او حتى مشاركة فى قتل ذلك الماموث العجوز لذلك رفض ان يستلم جائزته وعروسته ...

مهلا ..

ان النبؤات صنعت لكى تتحقق .. وان لم تتحقق تحولت فى لحظات الى مهاترات او ضلالات لا معنى لها ... ولكن هنا كان الوضع مختفا تماما !!

فنبؤة الشيخة الام قد تحققت ولكن ليست بتلك الصورة الكاملة التى ارادت ان تتحقق بها ... فلقد اختلت النبؤة ..

نعم قتل الماموث .. ولكن لم يقتله احد ...

اذن فاين الحقيقة ؟! .. وهل هى نبؤة حقيقية او مجرد ضلالات وادعاءات ..

وللاسف لم يفكر احد كثيرا فى ذلك وشد الكل رحاله حتى يعيدوا ايفوليت وغيرها من الاسر على يد " الملاعين راكبى الجياد " هؤلاء الجنود الذين ليست فى قلوبهم رحمة لاحد ، فقط يشدون جيادهم من قبيلة الى اخرى ومن ارض الى ارض حتى يجلبوا المزيد من العبيد باى صورة او شكل وبيبعوها فى النهاية الى " الملك الاله " .. قوى الشر العظمى الذى يسخر هؤلاء العبيد الى طاعته و اجبارهم على صنع مجد له ... تلك القوى الشريرة التى تنبات عنها الشيخة الام ان نهايتها ستكون على يد ديلية

ولكن مهلا !!! فلنتذكر ان النبؤة انحرفت قليلا عن مسارها .. وتزحزت بعض الامتار عن وضعها الصحيح التى كانت تسير فيه ..

ويصل ديلية اليه ويحرر بالفعل ايفوليت ويقتل الملك الاله .. وتكتمل اخيرا النبؤة .. ولكن للاسف .. من يبدا طريقه صحيحا ومكتملا يصل كذلك .. ومن يبدا طريقه ضائعا فانه لن يعثر على الطريق .. ولكن من يبدا الطريق مختلا .. فسيصل ولكن فى الاتجاه الخاطىء !!

نعم وصل ديلية وقتل الماموث .. نعم وصل ديلية وقتل قوى الشر .. نعم وصل ديليه وحرر حبيبته ومعشوقته ايفوليت .. قبل ان يكتمل الفصل الاخير من النبؤة المختلة وتقتل ايفوليت فى حضن حبيبها من سهم خائن طائش لا يعرف الرحمة ولا النهاية السعيدة !!

لقد تعرف ديليه فى تلك اللحظات على مبدا التغيير وكيف ان الانسان من الممكن ان يقطع طرقا اميالا واشهر وسنين لهدف ما امام اعينه ونصب ارداته دائما ... وفى طريقه اليه يحرر هذا ويسعد تلك ويزيل الاّم كل من واجهتم ضيقات وحروب دون ان يعرف للحظة ان المبدا تغير قليلا وانه انحرف من مساره ..

لست تفعل كل هذا يا ديليه لكى تحرر ايفوليت وانما تفعله لانه قدر لك ان تفعله !!

ان المبدا تغير .. والهدف تغير .. وليس لك ان تعلم هذا .. وان اردت ان تكشف عنه فلتكتشفه .. ولكن فى الفصول الاخيرة !! لا بل فى الفصل الاخير ... فلتكشتفه يا عزيزى فى الكلمة الاخيرة ... انه ليس ايفوليت .. ولكنه تلك الشعوب الظمانة الى قائد حكيم وشجاع ليخلصهم ... انه انت .. وليس اخر سواك !!

ما رايك عزيزى القارىء فى تلك الفكرة .. اعتقد انها فكرة هوليودية رائعة 100 % لفيلم يستحق ان يشاهد ويشاهد الاف المرات ... ولن تمل منه .. فالابهار البصرى والخيال العلمى متواجدون معك وبصفة دائمة طوال الفيلم .. والوجه الجميل والحسن ملازما لك فى صورة ايفوليت ... والشجاعة لن تنقطع عنك فى صورة ديلية المحارب الجبار .. وسوف تستمع الى موسيقى فى راى كانت من اروع ما سمعت من الافلام الامريكية .. فهى مناسبة دائما للمشاهد المتنوعة بين الرومانسية والحرب والحماس .. انه لشىء رائع ان تجد كل ذلك ممتزجا معا فى قالب درامى رائع وجميل .. قبل ان ينقلب كل ذلك الى سباب ولعنات تنصب على المخرج وعلى كاتب الفيلم المسؤلون عن اضخم مهذلة حدثت فى يوم لفيلم من افلام هوليود !!

أمن الممكن ان تبدا قصة رائعة مثل تلك وتنهيها نهاية تعامل فيها مشاهدوا الفيلم على انهم اطفال رضع سوف يبكون ان لم تاتى امهم وتروى ظماهم ؟؟ او انهم كاطفال ينتظرون ابيهم بعد المدرسة فان لم يات اليهم سارت فى عقولهم بحور من الخيالات المرعبة والكوابيس المقلقة حتى ياتى ابيهم اليهم ويدفئهم بحنانه ؟!!

ماذا حدث ؟ ولماذا اسر Roland Emmerich & Harald Kloser ان يضعوا المشهد الاخير للفيلم مصدر لعنة له ويحط به الى اسفل السافلين ... لماذا اعتقدوا انه لو انتهى الفيلم على هذا الهدف الجميل الذى كان سائرا فيه سوف يحزن المشاهد او يترك الفيلم غاضبا لان ايفوليت قد ماتت ولم تتزوج حبيبها ولم نشاهد القبلة الساخنة بين المحبوب ومحبوبته فى النهاية ؟ لماذا اعتقدوا ان عقل المشاهد مازال فى الماضى محبوسا فى تلك الظلال للافلام التى يجب ان تنتهى نهاية سعيدة .. وعلى اى اساس قد اعتقدوا ؟!!

لقد حولوا نهاية الفيلم من مسارها الصحيح الى مسار معاكس حينما اعيدت الحياة من جديد الى ايفوليت لسببان لان ديلية قد ضحى بكل عزيز وغالى لاجل جمال عيونها الزرقاء .. ولان نبؤة الشيخة الام يجب ان تتحقق !!

انه لامر غريب حقا !!

فعلى اساس السبب الاول فانهم بذلك قد حولوا مجرى وقضية الفيلم من موضوع جميل وجديد وجذاب الى موضوع راينه منذ بداية الافلام الامريكية نهاية بفيلم 300 وغيره الذى يناقش فكرة التضحية لاجل الغير والموت فى سبيل اسعاد الاخرين ، اذن فلماذا التكرار ؟! خصوصا انه لو عقدت مقارنة بينه وبين 300 على اساس ان الاثان اعتمدوا على المؤثرات البصرية القوية والتشابه فى الهدف وهو التضحية للغير والشجاعة بل وبنفس الاداء والطريقة التى سار فيها الفيلمان معا .. فحتما سوف يخسر فيلم 10000 خسارة فادحة .. لانه لا يمكن ان يقارن بجمال المؤثرات التى ظهرت فى 300 ولا يمكن فى نفس الوقت مقارنة جمال ورعة اداء ابطال 10000 بابطال 300 بل ان عنصر الجذب فى فيلم 300 يفوق بكثير 10000 الذى كان يغلب عليه طابع الملل فى بعض من الوقت ...

اذن فمبدا التضحية مرفوضا مرة اخرى !!

واذا اتينا للسبب الثانى وهو النبوة فانهم بذلك لا يمكن وصفهم الا بصفة واحدة وهى الغباء .. فلقد كانوا بكل بسطاة يستطيعون ان يستغلوا تلك النقطة ان يصنعوا منها حبكة درامية ولا اروع للفيلم ... ويدعهمم فى ذلك وجود راوى للفيلم يسرد احداثه ويسند مشاهده بقوة .. لقد كان من الممكن ان يعلق عن ان نبؤة الشيخة الام قد اصابها الخلل من البداية لذلك يجب ان تكون لها تلك النهاية المخلة ايضا .. وليس العكس !!!

صراحة كم كانت صدمتى قوية - وليس تعبيرا او مجرد تشبيه - بل بالفعل .. قد كانت صدمة قوية جدا حينما وجدت الفيلم ياخد مسار الافلام المصرية القديمة وهو ان " منى ترجع لاحمد ويبوسوا الاتنين بعض وتحت شعار متزعلش الزبون اللى جاى يتفرج " ... لماذا ؟!! لما هذا المسار القديم المفتعل فى ظل قصة ومبدا كانوا متواجدون معك طيلة الفيلم وليس اى مبدا .. بل انه مبدا جديد وهو مبدا " التغيير " وكيف حدث وكيف كان ؟ !!

لعل السبب هو ان الراوى كان عمرو الشريف وقد اقنع المخرج بالنهايات المصرية القديمة ؟؟ ربما ...

نهاية .. اود ان اعتذر عن اطالتى فى تلك المناقشة ولكنه بالفعل بسبب انفعالى الشديد بداخلى عن تلك الصدمة التى حركتنى كثيرا بداخلى .. فالى جوار ذلك ياخذ على الفيلم نقله بالنص نهاية فيلم 300 حينما رمى ديلية الرمح على الملك الاله وقتله .. وهكذا فعل ايضا بطلنا ليونيداس فى 300 حينما اثبت انه لا يوجد اله يدمى .. واعتقد ان الحسنة الوحيدة فى الفيلم هو قدرات الراوى الجميلة فى سرد قصة الفيلم .. والله يشهد انى لا اقول ذلك لانه عمرو الشريف وتحت شعار " فلتحية الامة العربية " ولكن لانه بالفعل اجاد كثيرا جدا فى سرد احداث الفيلم وبطريقة كان فيها مندمجا مع الحوار ومنفعلا معه ..

__________________

And Who's Better Than U ?!!

Christian Bale